"قراءة و إحتفال" رؤية في سيدي بوزيد

8:30 ص




عاشت مدينة سيدي بوزيد على وقع فعاليات بداية مشروع تخرج طلبة المعهد العالي لاطارات الطفولة قرطاج درمش بعنوان "رؤية"  وبدأت لمسات المشروع بتظاهرة تنشيطية فنية في ساحة الفنون وسط مدينة سيدي بوزيد تحت تسمية " قراءة و إحتفال" وذلك يوم 25 فيفري وقد  شهدت حضورا جماهيريا كبيرا عد سابقة في تاريخ التظاهرات الموجهة للطفل في المدينة و جمع طيفا كبيرا من الأطفال و الفئة الشبابية إضافة إلى مختلف الفئات العمرية. 
هذا التنوع في الحضور رافقه تنوع في مستوى  مضمون المادة الفنية المقدمة للجماهير من ورشات ووسائط فنية تشجع على القراءة من ألعاب و رقص و موسيقى. وهو ما أحدث ردود أفعال  مستويات التماهي بالموضوع الملتمس من مجموعة الطلبة .و مع هذا الحدث الذي يعتبر فريدا من نوعه على الذائقة العامة و الخاصة في مدينة سيدي بوزيد .  تميز الفعل الكرنفالي االإحتفالي كحدث فريد خلق مناخ تفاعلي كبير و سجالي لم تبلغه تظاهرة اخرى،و ما يحسب لتظاهرة" قراءة و إحتفال" أيضا أنه مثل لحظة إستفزاز للركود الفني و العزوف عن القراءة الذي يسم المدينة. من هذه الإشارات يمكن القول أن الخروج عن السائد و المألوف في مستوى الفعل الثقافي و فتح افق اخرى للتفاعل هو من متطلبات الواقع الراهن الذي تغيرت معه آليات إشتغال و تفاعل الشباب و الأطفال مقابل التوجه النمطي .الذي قامت الممجموعة بالسعي لتقليصها و حصرها في جانب للقضاء عليها بتربية جيل القارئين جيل المتعلمين جيل الفنون و الادب و الشعر و المسرح لذلك كانت الورشات المنجزة  متنوعة هدفا و مضمونا و محتوا ... فللوصول الى ترسيخ مفهوم القراءة لدى الناشئة وجب النزول الى رغبات الطفل المستمدة في رغبته باللعب و الاحتفال و المنافسة التعلمية لذلك تنوعت الورشات التي تصب كلها  في واد القراءة التي تعتبر منذ القدم من أهم وسائل التعلم الإنساني التي من خلالها يكتسب الإنسان العديد من المعارف والعلوم والأفكار، وهي التي تؤدي إلى تطور الإنسان وتفتح أمامه آفاقاً جديدة كانت بعيدة عن متناوله.. وهذه الاهداف كانت البداية في ورشة "الكاتب الصغير" التي كانت فرصة للطفل للكتابة القصصية و طرح بنات أفكاره في شكل أقصوصة تعبيرية كما تسعى إلى حث الطفل على الكتابة و تفعيل علاقته بالكتابة و الإبداع للتعبير عن أحلمهم و طموحاتهم و نجاحاتهم..
أما ورشة "الشاعر الصغير" فالهدف منها السير على خطوات شعراء الخضراء مثل الصغير أولاد حمد و أبو القاسم الشابي و غيرهم  لبناء جيل يمزج بين الوعي و حب البلاد كما لم يحب البلاد أحد وكم ستكون محظوظة البلاد التي تكتسب جيلا عاشقا عشق الشعراء. 
و من هذا المنطلق إذا إعتبرنا أن الفن هو ما كان و ما يفترض أن يكون صرخة الإنسان القديمة و المتجددة من أجل الحرية و مواجهة مفتوحة عبر اللون أو الكلمة أو اللحن و مختلف أنواع الفنون، هو الكتابة بأبعادها الكاملة، سواء عبر الموسيقى أو التصوير أو التمثيل أو الرقص أو الشعر أو القص أو الرسم  ضد كل ما يحول بين الإنسان و حريته، و ضد كل ما يحول بين الإنسان و حقه المشروع في المعرفة و الإبداع و الرقي....
في هذا الإطار كانت تعابير الأطفال في ورشات "من الرسم إلى الحكاية" و "ورشة من القصة إلى الرسم" فرصة لإكتشاف عديد المواهب و الطاقات الكامنة في نفوس أغلبهم، كما أن إبداعات الأطفال مثلت فرصة للإلتزام بالقضايا الوطنية و الإنسانية في مضمون عميق و رؤي جمالية متميزة بالرغم من الوسائل البسيطة.
في هذا الإطار يمكن أن تكون تظاهرة "قراءة و إحتفال" إحدى أهم التعبيرات التي سعت إلى توفير المناخ الاحتفالي الفني التربوي و الحيوي لإستقطاب الأطفال.
و في الأخير يمكن لنا أن نقول أن "رؤية" ليست فقط مشروع تخرج لنيل الإجازة التطبيقية في المرافقة التربوية للطفل و لكنها مجموعة من الرؤى الفنية الابداعية لكنس الأفكار الرجعية و الجمود الفكري و ذلك من خلال إعادة الثقة بين الطفل و الكتابة و إستغلال التقنيات الحديثة التكنولوجية و إدماجها بهدف القراءة و الخروج من ثنائية الجهل و الأمية وتتضح أهمية القراءة من خلال كلام الكاتب الكبير "جراهام جرين"  عندما قال
"أحيانا أفكر أن حياة الفرد تشكلت بواسطة الكتب أكثر مما ساهم البشر أنفسهم في تشكيل هذه الحياة"
بقلم نورالدين بنبوبكر












شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة