رؤية في المكتبة الجهوية بسيدي بوزيد

2:46 م

رؤية في المكتبة الجهوية بسيدي بوزيد

من ساحة الفنون بسيدي بوزيد كانت بدايتنا مع الفن و الموسيقئ و الشعر و الاقصوصة في جو احتفالي كرنفالي تعالت من خلاله اصوات الاطفال و اهازيج الفرح ليتحول المكان الى مجال خصب و فضاء رحب للابداع و للحلم . حلم رسم بفرشات طفل متعطش لنشاط . جاء بالهام كبير و رغبة اكبر في التعبير من خلال الرسم او الحكاية او الشعر ... و هو ما كان دافعا لنا كطلبة ليتكون لنا من جديد لقاء مع اطفال سيدي بوزيد , لقاء تغير فيه المكان لكن لم تتغير فيه روح المثابرة كما لم تتغير فيه رؤيتنا لاعداد جيل قارئ , مفكر و مبدع .
لنعاود النشاط من جديد و نعانق الطفولة بمستفبل افضل خاصة و ان لدفئ المكان و لخصوصيته دافعية للعمل في بهو الرفوف المكتنزه بالكتب و الاقاصيص تجمع كالعادة طيف كبير من الاطفال وجدوا في  المكان راحة لهم وفي الكتاب أنسة وفي النشاط مجال يطرحون فيه بنان أفكارهم بأنامل صغيرة   ، كبيرة في العطاء وساحرة عند تشكيلها لتلك الدمى القفازية ورغم بساطة الوسائل المستعملة لتحول الجوارب بين أناملهم لتحف فنيه تختزل براعة الطفولة ورحاب الخيال لديهم . 





وبين هذا وذاك بين تعطش الأطفال لنشاط ولهفتهم للإبداع والفن والتعبير وبين تمرير بعض القيم التربوية ونحت كيانه عبر ورشة صنع العرائس الجوربية وحتى يترسخ النشاط في بعده التربوي والاجتماعي وجب علينا إيجاد الحل لهذه المعادلة ونرتقي بالنشاط إلى مستوى التنشئة السليمة للطفل من خلال جعل الورشة مجال للتعليم على غرار الترفيه والهدف من كل ذلك حث الطفل على القراءة وتحفيزه على مصاحبة  الكتاب  لخلق جيل ليس بالقارئ فقط بل جيل قارئ ومفكر ومبدع وناقد أيضا ننمي بداخله ملكة العقل ونغذي وجدانه ليتجاوز مرحلة فك الحرف إلى مرحلة فك القيمة . 
جيل اردناه قادرا على الابداع والرقي وهذا ما لمسناه من خلال ما قدمه الأطفال من ابداعات ليس فقط في تشكيل الدمى بل أيضا في تحميل هذه الدمى بالفكر والمشاعر لتحمل كل دمية شخصية نفخ فيها كل طفل نفس الحياة من روحه وألبسها ثياب البقاء والوجود ليعبر من خلالها عما يلوج في داخله فأصبحت هذه الدمية الجامدة كائنا مسرحي وظفه الطفل لمحاكاة الخيال والواقع وليروي عن لسانه حكاية الحياة ويغني أغنية الوجود .

من داخل هذه الدمية المشكلة من جورب وورق وقطعة قماش أصبحت كل منها تحفة فنيه تحمل بين طياتها براعة الأطفال وحسهم الفني المفعم بأقصوصة كتبها الأطفال وطوعها لتكون نص مسرحي وانطلاقا من مقولة علم الأطفال وهم يلعبون كان لنا لقاء جديد في نفس المكان وعشية اليوم نفسه لقاء كانت فيه للألعاب الحيز الأكبر والتي من خلالها كانت لنا الفرصة كي نعيد تدريب الأطفال على استعمال وسائل الاتصال الحديثة واستغلالها استغلال رشيد خاصة في مجال القراءة في تنمية الفكر وبناء الذات ونحت سمات الشخصية الفاعلة والمتوازنة . هكذا كان للأطفال موعد مع اللعب أيضا مع التعلم عبر أسلوب بيداغوجي يمكن الطفل من الوقوف عند أهمية القراءة في حياة الفرد والجماعة وكيفية توظيف الفضاء الافتراضي واستعماله الاستعمال الأمثل . وأمام هذا الشغف الكبير بالنشاط وهذه الطاقات الكامنة بداخلهم والروح الفاعلة والنشيطة يجد المربي نفسه أمام وضعية واحدة  وهي استقطاب هذه الطاقات وتأطيرها ومرافقة هؤلاء الأطفال وتشجيعهم وصقل مواهبهم عبر الوسائط الفنية والأدبية هكذا نحسن توظيفها من خلال مناهج تربية وطرق بيداغوجية تمنح للطفل الحق في التعلم كما الحق في اللعب والترفيه لذلك وجب علينا تهيئة الفضاء المناسب حتى ينعم الطفل بطفولته ليستطيع بعد ذلك رسم مستقبله 









شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة